الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام YaW02160

صباحكم ومساؤكم نور مغمور أمل وسرور

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

للشعر همس قوافي الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

عشق وهيام

دمعة وابتسام الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

لوم وألام

نعشقه واقعا أو خيال
الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام EEA12108

اخوني الكرام

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

الخنساء

الشاعرة بين الجاهلية والإسلام

بكت الخنساء على مدار عمرها الطويل حتى جف الدمع في مآقيها، وكتبت اعظم مرثية في أخويها صخر ومعاوية.
حل عليها المشيب على غير أوان بعد أن تداعت عليها الهموم والأحزان، لكنها قالت كلمات عاشت على مدار الزمان.
أعلنت إسلامها، وأدت فريضة الحج وقدمت أبناءها الأربعة فداء للدين الحنيف.
شهد لها الشعراء والأدباء، واعجب عمر بن الخطاب بفصاحتها وبلاغتها، وسألتها أم المؤمنين عائشة تفسيرا لهذا الحزن الكبير.
الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام 2la14269

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام 2la14269

نال أبناء الخنساء الأربعة شرف الشهادة في معركة القادسية ضد الفرس (16ه - 638م) وكانت وصية الأم المسلمة المؤمنة لفلذات كبدها قبل المعركة: “يا بنيّ: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا الله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم أبناء امرأة واحدة ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، اعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها، وتظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة”.

وفي الصباح الباكر كانوا في مقدمة الصفوف ينفذون وصية الأم الحكيمة، ولما بلغها خبرهم قالت كلماتها المأثورة التي كتبها التاريخ الإسلامي بحروف من نور، وعاشت على جبين الزمان على مدار الأيام والأعوام:
“الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا في سبيل الله ونصرة دينه وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة”.

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

أشعر النساء الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

شهد لها بشار بن برد وقال عنها إنها غلبت فحول الشعراء وقال عنها جرير إنها من اشهر الناس.
وعدها علماء اللغة والنحو مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، وأكثرهن فصاحة وبلاغة .
ومن هؤلاء العلماء الأصمعي وأبو زيد الأنصاري وفي سوق عكاظ كان النابغة الذبياني يجلس تحت قبة حمراء ويستمع إلى قصائد الشعراء ويحكم بينهم ويحدد مراتبهم، وفي إحدى السنوات أنشدت الخنساء قصيدتها الرائعة في رثاء أخيها صخر التي تقول في مطلعها:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

قذى بعينيك أم بالعين عوّار الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدار الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

كأن عيني لذكراه إذا خطرت الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فيض يسيل على الخدين مدرار الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أعجبته القصيدة وقال لها: لولا أن الأعشى انشد قبلك، لفضلتك على شعراء هذه السنة، فغضب حسان بن ثابت وقال: أنا اشعر منك ومنها.

فطلب النابغة من الخنساء أن تجادله.

فسألته: أي بيت هو الأفضل في قصيدتك فقال:

لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
قالت له: إن في هذا البيت سبعة من مواطن الضعف.

قال: كيف؟

فقالت الخنساء: الجفنات دون العشر، ولو قلت الجفان لكان اكثر، وقلت “الغر” والغرة بياض في الجبهة، ولو قلت “البيض” لكان البياض اكثر اتساعا، وقلت “يلمعن”، واللمعان انعكاس شيء من شيء،، ولو قلت “يشرقن” لكان أفضل، وقلت “بالضحى” ولو قلت “الدجى” لكان المعنى أوضح وأفصح، وقلت “أسيافا” وهي دون العشرة، ولو قلت “سيوف” لكان اكثر، وقلت “يقطرن” ولو كانت “يسلن” لكان أفضل، فلم يجد حسان كلمة يرد بها.

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام 7BN13449

إسلام الخنساء الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

هي تماضر بنت عمرو السلمية، لقبت بالخنساء ومعناها الظبية، عاشت حوالي 70 سنة في الجاهلية والإسلام (575 - 646م) جاءت مع وفد من قومها وأعلنت إسلامها، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها.

سألها عمر بن الخطاب: ما أقرح مآقي عينيك؟
فقالت: بكائي على السادات من مضر.
قال لها: هم في النار يا خنساء.
فقالت: كنت ابكي لهم من الثأر، واليوم أبكي لهم من النار.

وجاءت الخنساء تؤدي فريضة الحج في خلافة عمر، فلامها على ارتداء ملابس الجاهلية حزنا على أخويها فأنشدت عليه قصيدة فتعجب من بلاغتها وقال لأصحابه: دعوها، فإنها لا تزال حزينة أبدا.

ودخلت الخنساء على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها- وهي ترتدي خمارا ممزقا وصدارا من الصوف وهي ملابس الحداد للنساء على الراحلين في الجاهلية وتدب على عصاها من الكبر، فقالت لها: يا خنساء.

لبيك يا أماه.
. أتلبسين هذا الرداء وقد نهى عنه الإسلام؟
لم اعلم بهذا.
. وما الذي دفعك إلى هذه الحال؟
موت أخي صخر.
. فسألتها عن خصاله فقالت الخنساء:

إن زوجها كان مقامرا متلافا أضاع ماله وأراد أن يغادر أو يسافر فطلبت منه الانتظار، على أن تطلب المساعدة من أخيها صخر وهو أخ من أب- وعندما سألته شاطرها ماله فأعطته لزوجها فقامر به وخسر.

وعادت إليه في اليوم التالي تشكو حالها، فكرر معها ما سبق، وكرر زوجها ما فعل.
وفي العام الثالث طلبت زوجة صخر منه أن يكف عن مساعدة هذا الزوج المقامر، ويعطي أخته القليل على قدر حاجتها.

فأنشد شعرا يؤكد فيه أن مساعدتها واجبة عليه لأن أخته أولا صانت شرفه بعفتها وسيرتها الطيبة، تخاف عليه وهو على قيد الحياة، وتحزن عليه إذا مات.
وأعطى صخر نصف ماله إلى أخته، ووفت هي بعهدها وقالت: والله لا اخلف ظنه ما حييت.

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

موهبة مبكرة الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SOI13848

ظهرت موهبة الخنساء وهي صبية صغيرة وكانت تنشد قصائد قصيرة، بيتين أو ثلاثة، فلما مات أخوها صخر، ومن بعده شقيقها معاوية، انطلق طوفان الشعر سيلا جارفا ولم يتوقف طوال حياتها.
كان “صخر” حليما كريما مقداما شجاعا وكان اكثر رجال العرب وسامة وجمالا.
وقالت في ذلك وهي تبكيه:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أعينيّ جودا ولا تجمد الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ا

ألا تبكيان لصخر الندى؟ الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ألا تبكيان الجريء الجميل الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ألا تبكيان الفتى السيدا؟ الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وقالت في رثاء معاوية:
الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

لا أرى في الناس مثل معاوية الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

إذا طرقت إحدى الليالي بداهية الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

بداهية يصغي الكلاب حسيسها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وتخرج من سر النَّجي علانية الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

قالت في رثاء صخر وهي ترسم صورته وتحدد أوصافه:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ما بال عينيك من دمعها سرب الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أراعها حزن أم عادها طرب الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أم ذكر صخر بُعيْد النوم هيَّجها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فالدمع منها عليه الدهر ينسكب الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

يا لهف نفسي على صخر إذا ركبت الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

خيل لخيل تنادي ثم تضطرب الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فقد كان حصنا شديد الركز ممتنعا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ليثا إذا نزل الفتيان أو ركبوا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

أغر أزهر مثل البدر صورته الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

صاف عتيق فما في وجهه ندب الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

يا فارس الخيل إذ شُدت رحائلها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ومطعم الجوَّع الهلكى إذا سغبوا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

سر المشيب

سألتها النساء عن سر تسلل المشيب إلى رأسها في هذه السن المبكرة فقالت:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

تقول نساء شبت من غير كبرة الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وأيسر مما قد لقيت يُشيبُ الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

لقد قصمت مني قناة صليبة الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ويقصم عود النبع وهو صليبُ الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

والقناة هي الرمح، وعود النبع شجر صلب تصنع منه الأقواس والسهام.

وقالت وهي تصور حالها في الليل ،عندما ينام الجميع، وتسهر هي مع ذكرياتها الأليمة:

أرقت ونام عن سهري صحابي
كأن النار مشعلة ثيابي
وتقول عن موت أخيها، وكأنها تسجل حكمة الحياة، وان الموت نهاية كل حي:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

يا صخر قد كنت بدرا يستضاء به الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فقد ثوى يوم مت المجد والجود الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فاليوم أمسيت لا يرجوك ذو أمل الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

كما هلكت وحوض الموت مورود. الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وتقول في موقع آخر وهي تتمنى الرحمة لفقيدها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

الغالي وان يكون مثواه الجنة:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

كأنما خلق الرحمن صورته الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

دينار عين يراه الناس مفقودا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

اذهب بعيدا جزاك الله جنته الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

عنا وخلدت في الفردوس تخليدا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

قد عشت فينا ولا ترمى بفاحشة الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

حتى توفاك رب الناس محمودا الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

قيم نبيلة

وتبدو الخنساء في بعض قصائدها كأنها تأثرت بلغة القرآن الكريم، وقيمه الإنسانية النبيلة:

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

ألا ما لعينك أم مالها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

لقد أخضل الدمع سربالها الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

فإن تصبر النفس تلق السرور الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وان تجزع النفس أشقى لها. الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام ES013658

وتقول في قصيدة أخرى:

فخر الشوامخ من قتله
وزلزلت الأرض زلزالها

وتسجل حكمة الأيام، وسنتها في الحياة والموت، وقدرة الله سبحانه وتعالى وهي تقول:

كل امرئ بأثافي الدهر مرجوم
وكل بيت طويل السمك مهدوم
لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
ممن تملكه الأحرار والروم
إن الحوادث لا يبقى لنائبها
إلا الإله ورأس الأصل معلوم

وتضيف في موقع آخر:

أرى الدهر يرمي ما تطيش سهامه
وليس لمن قد غاله الدهر مرجع

ظلت الخنساء تبكي صخرا ومعاوية، حيث تصور حاجة المرأة إلى أهلها وذويها طوال حياتها.

بكت عيني وحق لها العويل
وهاض جناحي الحدث الجليل
معاوية بن عمرو كان ركني
وصخرا كان ظلهم الظليل

وكانت وفاة الخنساء في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه (سنة 24 هجرية - 646 ميلادية).size]

:

يا عَينِ جُودي بالدّموع**** المُسْتَهِلاّتِ السّوَافِحْ

فَيْضاً كما فاضَتْ غُرُوبُ**** بُ المترعاتِ منَ النَّواضحْ

و ابكَي لصخرٍ اذْ ثوَى**** بينَ الضَّريحة ِ والصَّفائحْ

رمساً لدَى جدثٍ تذيعُ م**** بتربهِ هوجُ النَّوافحْ

السّيّدُ الجِّحْجاحُ وابنُ**** السَّادة ِ الشُّمِّ الجحاجحْ

الحاملُ الثّقلَ المهمَّ م*** مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادحْ

الجابِرُ العَظْمَ الكَسيرَ**** مِنَ المُهاصِرِ والمُمَانحْ

الواهِبُ المِئَة ِ الهِجَانِ*** نِ من الخناذيذِ السوابحْ

الغافِرُ الذّنْبِ العَظيمِ**** لذي القرابة ِ وَ الممالحْ

بتعمُّدٍ منهُ وَحلمٍ م*** حينَ يبغي الحلمَ راجحْ

ذاكَ الّذي كُنّا بِهِ*** نشفي المراضَ منَ الجوانحْ

وَيَرُدّ بادِرَة َ العَدوّ*** وَنخوة ََ الشَّنفِ المكاشحْ

فأصابَنَا رَيْبُ الزّمَانِ*** نِ فنالنَا منهُ بناطحْ

فكانَّمَا امَّ الزَّما**** نُحُورَنا بمُدَى الذّبائِحْ

فَنِساؤنا يَنْدُبْنَ نَوْحاً*** حاً بعدَ هادية ِ النَّوائحْ

يحننَّ بعدَ كَرى العيو*** نِ حنينَ والهة ٍ قوامحْ

شَعِثَتْ شواحِبَ لا يَنينَ**** اذَّا وَنَى ليلُ النَّوائحْ

يَنْدُبْنَ فَقْدَ أخي النّدى*** وَالخيرِ وَالشّيمِ الصَّوالحْ

والجُودِ والأيْدي الطّوالِ*** المُسْتَفيضاتِ السّوامِحْ

فالآنَ نحنُ ومَنْ سِوَانا**** نَامثلُ اسنانِ القوارحْ

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام EwJ13584

الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام EwJ13584

لا تبخلوا علينا بردودكم الخنساء الشاعرة بين الجاهلية والإسلام SqT13900