ابو عبيدة عضو
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 09/10/2010 العمر : 40
| موضوع: الخوف من السراب الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:37 pm | |
| - خوف من السراب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد : أحيانا أتساءل وأنا مع نفسي حين أرى أو أسمع أن فلان يخاف من العين أومن الساحرأو الجن وأقول مع نفسي كل هاؤلائي ماهم إلامخلوقين مالهم من حول ولاقوة وكل أمرهم بيد الله تعالى , فلاأجد جوابا أقنع من كون هذا الهاجس الذي يعاني منه الكثير ماهوإلا وليد ضعف العقيدة في الله تعالى ثم ضعف الشخصية ومع علم الكثير من الناس أن تمام سعادته لاتتحقق إلا بعنايته بعقيدته وأن ثبات خطواته على طريق الحياة وأنه لايتعبد ولا يسهل علية إلا بقوة الشخصية والتي تتمخض عنها الهيبة ورفعة القدر. ذلك أن هذا الخوف لايشعرصاحبه معه بالراحة ولا الأمان ومن كان هذا حاله فعلى سعادته كبر أربعا وألقي على الأموات السلام . أما المعتني بتصحيح وتقوية عقيدته وشخصيته المسلمة فهو في تمام السعادة , قال الله تعالى : " قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا "وفي الحديث عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : " كنت خلف النبي صلي الله عليه وسلم يوما ، فقال : يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد , كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي هذا وإن الخوف يصنف في دين الإسلام الحنيف إلى خوف محرم يأثم صاحبه وهوخوفك ممن يمنعك من عبادة الله تعالى بحيث تتطاوعه في معصية الله عزوجل , وخوف هو شرك وهو الذي يسميه العلماء بخوف السروهو خوفك من الولي الفلاني أن يضرك ( يدقك ) أوالغائب علان أن يضرك وصنف آخروهو الخوف الطبيعي وهو كخوفك من النار أن تحرقك وخوفك من السبع أن يعضك فهذا أمرطبيعي لايأثم المتصف به . نعم العين والسحروالشعوذة كلها موجودة لاينكرهاإلامبطل , لكن العاقل والمتمسك بعقيدته الراسخة والقوية لاينشغل بمثل هذه الأمور لأنها كما أسلفت الذكر لاتضرإلا بإذن الله تعالى قال الله جل وعلا في السحرة وسحرهم : " وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " ثم إن الماكر ومريد الشر مكره مردود وعائد عليه بالخزي والبلاء ولو بعد زمن قال الله تعالى : " ولايحيق المكر السيء إلا بأهله " وهنا تستوقفني قصة في هذا الشأن . وهي أنه كان رجلان أخوان قٌد من الله تعالى على أحدهما بالصلاح والغنى بحيث كان له غنم كثير والآخر عربيد خمر أهلك ماله كله على الفجور والخنى في غياهب الدجون , فماكان من المنكوس إلا أن حسد أخاه وحقد عليه من غير جريرة ولاسابقة , فأوحت له بنيات فكره الفاسدة والخبيثة أن يأتي بعائن مستأجرليهلك غنم أخاه فكان الأمر كذلك بحيث تواعد الحقود مع العائن في مكان لايبعد عن غنم أخيه فلما أن جاءه العائن قال له الأخ الحقود أترى تلك الغنم هناااااك , قال له العائن في تعجب وقد كان ضعيف البصر أأنت ترى بعينك حتى هنااااك ماأقوى بصرك فعمي الحقود من ساعته ونجت الغنم وحاق المكر بأهله . لذا أخي الحبيب إعتني بعقيدتك فهي سلاحك وثق بربك العظيم وارمي عنك المخاوف التي هي في الحقيقة خوف من سراب . والحمد لله رب العالمين
| |
|