قال القوي وقال الضعيف بين ماقل ودل

قال القوي وقال الضعيف بين ماقل ودل
تعلم الضعيف أن كيف يتعامل حيال عزيز قوم ذل ولم يتعلم أن كيف يتعامل حيال ذليل قوم عز.
والقوي يتعلم أن كيف يتعامل مع كل مآل وأن يعتبر حيال كل بلية وأن يتنبه لكل أمرجل أوقل .
تعود الضعيف أن يبكي عند كل عقبة وأن يضع رأسه على كتف غيره ويرثي .
والقوي يدوس على الأرض او العقبة التي عرقلته وينهض من جديد فعنده لافشل مع المحاولة والمثابرة بعزم .
قصة وعبرة : كان رجلان في زمن قيصر أضنى بهما الفقر ونال منهما فقال أحدهما للآخر لامناص لنا ولا خلاص من هذا الفقر إلا بالقرب من قصر قيصر فإن نحن لم ننل فضل عطاياه أو خدمته نالتنا فضالات قصره وشبعت بطوننا فكان الأمر كذلك وعزما المسير حيال الوجهة وتيمما الخلاص من الفقر , لكن الطريق طويل وليس بمعبد وفيه من المخاطر والمفازات القواتل ما فيه , عجز أحدهما وضعف عزمه حيال ما قاساه من الصعاب والعقبات وجلس كحال أي ضعيف يندب حظه ويرثي حاله ويبكي ...
فقال له صاحبه لوبقيت ماوصلت ومن جد في السير وصل ووعظه بكلمات نسجها بعض الشعراء في بيتين فقال :
بكى صاحبي لما رأى الدرب دوننا وأيقن أن لاحقون بقيصر
فقلت لاتبكي عيناك فإنما نحاول ملك أونموت فنعذر.
فلو أن كل عازم على أمر قال ما قال هذا لنسيت كلمة : فشل .
قال الضعيف عقل بليد وفكري ضعيف وخبرتي لاأثق بها فأجرت عقلي بلا ثمن فصار عقلي بعقل غيري يقتدي ووضع في فم فكري اللجام فصارفكر غيري لفكري يمتطي حتى صرت أنا فلان ونسيت من أنا.
قال القوي : عقلي لاأهينه بل الدهر أزيده وفكري لاأبادله بغيره فغيره كان مثله إحترمه أهله فأشرق وصوبوه بالمشورة لا التأجير فأينع فكنت دائما أنا هو أنا

[/list]